الأسئلة اللامعة في فك ألغاز الجامعة يوم 03 أكتوبر 2020


  • التاريخ: 03/10/2020 21:00
  • المكان سوف يتم الاعلان عنه

اليوم الأول: الأسئلة اللامعة في فك ألغاز الجامعة

الوصف

الأسئلة اللامعة في فك ألغاز الجامعة

يوم 03 أكتوبر 2020

المنسق العلمي: أ.د.مراد قواسمي

mr.gouasmi@gmail.com

الديباجة:

طرح إيمانويل كانط سؤال ما الجامعة؟ لأوّل مرّة في كتاب "النزاع بين الكليات الجامعية"، وحددها بأنها "هيئة مستقلة تستطيع بفضل كلياتها (وهي جماعات مختلفة باختلاف الفروع الرئيسة للعلم التي يتقاسمها العلماء الجامعيون فيما بينهم): أن تقبل طلاب المدارس الدنيا التي تطمح إلى دخولها، أو تمنح معلّمين أحرارا (أي ليسوا منها) درجة معترَفًا بها اعترافا عاما، عقب أداء امتحان. ويتولى التدريس فيها أساتذة هم بمثابة مستودعات للعلم ويؤلّفون هيئة علمية هي هيئة أساتذة الجامعة".

يحمل هذا التحديد للجامعة تصورا مرتبطا، فقط، بما هو أكاديمي أو بالأحرى يقدّم الجامعة بوصفها مستودعا للطلبة إذ تحتويهم لأجل توزيعهم على مختلف كلياتها التي تتوفّر عليها والتي تستقبلهم وفقا لمؤهلاتهم كما أنها تختص، أيضا، بمهمة أخرى ماثلة في تقديم الشهادات العلمية بعد إجراء امتحان رسمي يحمل اعترافا منها بأنّ الممتحن أهلٌ لهذه الشهادة أو تلك... وبناء على أنّ التعليم هو إرادة إكساب المعرفة ومناهج تلقيها بصورة واعية، أي ليبيرالية تتأسس على رؤى حرية تشكيل البرامج وطرحها من طرف الأسرة الجامعية، وفق حريّة التخطيط البيداغوجي التي تتوافق وروح المجتمع المتفاعل مع روح العصر مما يتيح تكوين مجتمع حرّ وبنّاء (يبتدئ على الأقل من فئة الطلبة) في حين يتمثّل البحث العلمي فيما تكتسب الجامعة به خصوصيتها من حيث الوظيفة الإبستيمولوجية، أي أنه هو الذي يقوم على تقييم الوظيفة التعليمية للجامعة كما يطرح مشاريع مجتمع وتصوّرات تعرف منتهاها إلى الحياة الاجتماعية والعملية.

يختلف الأمر، في الجزائر، إلى درجة التناقض، من منظور طبيعة العلاقة بين الجامعة والمجتمع، حسب ثلاثة معاملات هي: معامل الأداء البيداغوجي، معامل البحث العلمي ومعامل اندماج الجامعة في الحياة (الاقتصاد والسياسة والمجتمع...). فمن حيث الأداء البيداغوجي تشهد الجامعة الجزائرية مسافات ضوئية تفصلها عن طرق التحصيل العلمي وتقديم المحاضرات، سواء في العقلية أو الأساليب وطرق الحوار. كما يختلف الأمر عن السير المثالي لقضيتي "التعليم العالي" و"البحث العلمي". فكلاهما اليوم يترنح في انعدام التوازن بين مقدماته ونتائجه، والذي يتم التعبير عنه بحقيقة "تراجع مستوى الجامعة الجزائرية" التي "تنتج العلم" وفقا لتصور أحادي القطب، وهذا ما يتحقق برعاية سياسات الدولة المنتهجة، باعتباره قيمة مكافئة ومطابقة لمعنى الـ "تكنولوجيا" (علوم التقنية)، التي هي الأخرى غير متحَكَّمٍ في دواليب سيرها وتسييرها، (بغض النظر عن مشكلات أخرى، مجانية في أغلبها، تتضمن رشق تخصصات بعينها، بأحكام قيمية واجتماعية غير لائقة من طرف تخصصات معينة)، ولم تحضَ بفرصة تسويقها لدى مؤسسات القطاعات الأخرى والدول الأخرى، بغرَضِ مضاعفة مداخيلها ورفع اقتصادها. كما أن مسألة ربط البحث العلمي بالتعليم العالي المرهونة، مباشرة، بإشراف الدولة و"توجهاتها العامة"، لا تسمح للجامعة بحرية التصرف وخلق علاقات شراكة مع دول خارجية أو حتى جهات/مؤسسات داخلية من دون تدخل مؤسساتها (مؤسسات الدولة)، وهو ما يعود على واقع الأستاذ والطالب من الناحية المادية في تطوير أبحاثهم والذهاب بها بعيدا عن مستوى أَرشَفَتِهَا في مكتبات الجامعات الوطنية...وهاهنا يتجلى المعامل الأخير في الحكم المسجَّل غيابيا على الجامعة في مختلف قطاعات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية أي ما يسمى بالحياة العملية، وبالتالي يحق للاهتمامات الإبستيمولوجية والنقدية أن تنصب على الجامعة وقطاعاتها بمعاول السؤال واللوم والنقد حول مدى نجاعة الإصلاحات المتبناة في كل فترة بطريقة مختلفة عن سابقاتها، منذ إنشاء الجامعة، فهل فعلا تحتل الجامعة الجزائرية الصدارة في مؤسسات الوطن؟ إلى أي مدى تخلت الجامعة الجزائرية عن دورها الريادي والفاعل في تحريك دواليب الفكر والمجتمع والاقتصاد؟ وهل حادت الجامعة عن أهدافها المسطرة لها من أول يوم تأسيسها؟  وما هي فعليا أسباب هذا التخاذل ؟ ما خلفيات الإقصاء أو التذييل المستمر للجامعة الجزائرية في التصنيفات العالمية؟ ما سبل رفع مستويات الأداء البيداغوجي والعلمي والفكري والاقتصادي والاجتماعي للجامعة؟ وهل يمكن أن نبصر آفاق جامعة لا مشروطة كما ناقش دريدا أمرها ؟

المحاور: 

1-الجامعة، سؤال الماهية والوظيفة. (-الجامعة: نظرا وتنظيرا. -سؤال الهوية الجامعية وراهنيتها. - ممايزة الجامعة: بين الإصلاحات والنشوء. - مكانة الجامعة في المجتمع. -الجامعة والمسألة الثقافية).

2-الجامعة بيداغوجيا: (-تقييم جودة الأداء البيداغوجي وأساليبه. -طبيعة العلاقة بين الأستاذ والطالب.-الانتقال من الثانوية إلى الجامعة: تغيرات وارتحالات.-التفاوت الفاضح في توجهات الطلبة نحو تخصصات بعينها.-الإفراط في مشاريع الدكتوراه: فوائده ومساوئه).

3-البحث العلمي: العوائق والمحفزات (-في البحث العلمي ومخابر البحث. -الجامعة الجزائرية في مجهر العالم. -ممكنات التعاون بين الجامعة والمجتمع المدني.- شراكة المؤسسة الجامعية مع غيرها (في الداخل والخارج)

4-الجامعة: أفقا ورؤى(-أسرار التخلي عن الجامعة نحو التمهين. (قراءات في قيمة سوق العمل). - محاولات العصرنة ومدى جديتها. -فرضية الجامعة بدون علوم اجتماعية وعلوم إنسانية. - في رؤى ومستقبليات الجامعة).


تم عمل هذا الموقع بواسطة