اليوم الثاني: الجامعة والمسألة اللغوية

الجامعة والمسألة اللغوية يوم 04أكتوبر 2020


  • التاريخ: 04/10/2020 21:00
  • المكان سوف يتم الاعلان عنه

الوصف

الجامعة والمسألة اللغوية

يوم 04أكتوبر 2020

المنسق العلمي: أ.د.بومحراث بلخير

belkheirsocio@yahoo.fr

الديباجة:

تجربة الجزائر من خلال الجامعة والمسألة اللغوية، نريدها ان تكون من جهة عنوان وموضوع اليوم الدراسي الذي نشتغل عليه.

      منذ الاستقلال، شدد المسئولين على أهمية البحث العلمي الواجب تكريسه، لأن اللغة لا يمكن أن نختزلها في المعطى التراثي القيمي، بل ينبغي أن تكون أداة، في خدمة التطور والرقي المجتمعي، الذي هو بحاجة إلى الخروج من النكوص والعتمة التي تلازمه. وضح مصطفى الأشرف  الوضعية  التي مازالت سارية المفعول: " ولها بعض الاطر الأقل ايجابية، إضافة إلى بعض الأسباب التاريخية والحضارية، التي أبقت على المثقفين بمستوى رديئ، الشيء الذي لا يسمح بظهور المفكرين والباحثين القادرين، على تقديم مساهمة جادة في تطوير العلوم"(Cheriet, A ,  1983 : 15)..

      في الواقع، تَجَدُد المسألة اللغوية في الجامعة، مرتبط بالأزمة المجتمعية،  وهذا ما يُؤكَد لنا أنه من المناسب، بل من ضروري إعادة التفكير في هذه الظاهرة، وفق مقاربة سوسيولوجية. فالتأخر الذي يعرفه مجالنا لا يمكن محوه بواسطة عصا سحرية. ليس الاعتماد على اللغة أجنبية، هو من سيخرجنا من هذا المأزق. لتعميق هذه الظاهرة اللغوية داخل جامعتنا الجزائرية، يجب أن نحدد الوظيفة الرئيسية للجامعة المتمثلة في  نقل المعارف، وفي نفس الوقت، تعميق الروح النقد والمسائلة لكل ما هو معاش، باعتبارهما شرط للابتكار وللبحث. وعنه تبقى اللغة هي الأداة التي يمكن من خلالها الوصول إلى المعلومات والاتصالات داخل المؤسسة الجامعية. من جهة يمكن للغة أن تكون الأداة المميزة لكل من الجامعة، والبيئة الاستثمارية، عبر مسار التقدم والتطور، ومن جهة أخرى، يمكن أن تتحاور اللغة الأجنبية مع لغتنا،  حتى نكون أقرب إلى الضروريات الجديدة التي بواسطتها يمكن بلوغ معالم العالم المعاصر، بعيدًا عن تبني  هذه اللغة الأجنبية بشكلٍ كلي، لأنها لا تغير الطموح الذي ينتابنا، لا من حيث الشكل ولا المضمون على حد  سواء، الشيء الذي يتطلب جهدًا ونفقة باهضة التكلفة، بعيدة عن ما يشغلنا ويهمنا،  والمتمثل في لغتنا الخاصة بنا، كهدف لتكوين  شبكة للإشعاع الثقافي.

    يوضح لنا واقع التعليم في الجزائر أنه  خلال فترة التعليم  الابتدائي والثانوي الذي يتم التدريس فيها باللغة العربية باعتبارها لغة الأم، واللغة الفرنسية ابتدءا من الثالثة، والإنجليزية ابتدءا من الصف الثامن، كل هذا يؤثر على عمل الجامعة، من الناحية التعليمية، لأن الخريجين الجدد الذين يصلون إليها، يواجهون عقبة اللغة، المتمثلة في اكتساب  المعرفة بلغة أجنبية (الفرنسية)الذين لا  يتقنونها بشكل صحيح.

   من ناحية أخرى، مشروع الإصلاح الجامعي لعام 1971، من بين توصياته، الجزائرية والتعريب، وأركز على هذه الأخيرة، باعتبارها الأولوية التي من خلالها وجدت اللغة العربية مكانتها في الجامعة. لم يتم تطبيق مشروع التعريب إلا في بعض التخصصات، الاجتماعية، القانونية، التجارية والاقتصادية، أما تعليم التخصصات الأخرى، من  الطب، العلوم التكنولوجية والهندسة المعمارية فكانت باللغة الفرنسية.

      في عام 2004 ، اعتمد الإصلاح الجامعي بالجزائر على نظام LMD (الليسانس ، الماستر ، الدكتوراه). اهتمامنا بهذا الإصلاح نابع فقط من زاوية اللغة. حيث ان هذا الإصلاح أعطى أولوية للقضية اللغوية من خلال هدفين: الهدف الأول يعمل على تكثيف تعلم اللغة، بغية تحسين الأداء اللغوي عند الطلبة، والهدف الثاني يسعى لبلوغ  التفوق الدراسي المتزايد في التخصصات المختارة.

في هذا اليوم الدراسي، نحاول إعادة التفكير في المسألة اللغوية  بالجامعة، من خلال عدد من الأسئلة، أهمها:

ماذا يعني سؤال اللغة في الجامعة؟

لماذا فكرة التعددية اللغوية في الجامعة، فكرة جذابة من الناحية النظرية، وتثير نوع من الغضب في الوسط الجامعي؟

 هل المجتمع مستعد، وتحت أي ظروف، لنتائج تجربة LMD التي تؤثر على المؤسسة الجامعية، وبشكل أكثر خاص على المسألة اللغوية؟

المحاور اليوم الدراسي:

-  مفهوم التعددية اللغوية .

-  تاريخية التعددية اللغوية في الجامعة الجزائرية.

-  تجربة ل م د ومكانة التعددية اللغوية في الجزائر

تم عمل هذا الموقع بواسطة