الفلسفة، النقد ومشروع الكونية: يعتبر هاجس الكونية أو النزوع حول العالمية من مهام الفلاسفة منذ اليونان وضمن غاياتهم وأهدافهم السامية والكبرى، الأمر الذي تجلى في جمهورية أفلاطون التي نزعت نحو ما هو معياري أي ما ينبغي أن يكون عليه الوجود العام والخاص معا، من خلال طرحها لمفهوم السعادة الكونية، الأمر ذاته نلمحه في سياق ثقافي مغاير أي في الثقافة العربية الإسلامية من خلال المعلم الثاني – الفارابي- ، الذي أكد على ضرورة الالتفاف حول القيم المعيارية الجوهرية لأجل مستقبل أفضل للإنسانية....
الفلسفة، النقد ومشروع الكونية
التاريخ يحدد لاحقا
الديباجة:
يعتبر هاجس الكونية أو النزوع حول العالمية من مهام الفلاسفة منذ اليونان وضمن غاياتهم وأهدافهم السامية والكبرى، الأمر الذي تجلى في جمهورية أفلاطون التي نزعت نحو ما هو معياري أي ما ينبغي أن يكون عليه الوجود العام والخاص معا، من خلال طرحها لمفهوم السعادة الكونية، الأمر ذاته نلمحه في سياق ثقافي مغاير أي في الثقافة العربية الإسلامية من خلال المعلم الثاني – الفارابي- ، الذي أكد على ضرورة الالتفاف حول القيم المعيارية الجوهرية لأجل مستقبل أفضل للإنسانية.
إن علاقة المعرفة بالسلطة التي جسدها بامتياز أرسطو وألكسندر الأكبر في هذه الفترة والتي من خلالها انتشر الفكر اليوناني، مستفيدا من ثقافات وحضارات أخرى في الشرق والغرب، هي التي لازمت الفيلسوف بالسياسي من خلال أسفارهم الأزلية إلى مختلف أرجاء العالم، الأمر الذي شاهدناه من خلال زيارة أفلاطون لمعبد عين شمس بمصر، وحج أغلب المفكرين والفلاسفة القدماء إلى مكتبة الإسكندرية، التي تعد العلامة المميزة على كونية الفلسفة والسياسة اليونانية في عصرها.
لقد انتظر الغرب قرونا طويلة ليعيد فكرة الوعي بالكونية ضمن مشاريعه الفلسفية، فها هو كانط يدعو إلى كونية السلام وعالميته من خلال مؤلفه مشروع السلام الدائم، وتلك محاولة مواطنه الفيلسوف هيغل لأن يجعل من الجدل كونيا عالميا، لتتواصل فيما بعد المشاريع الكونية من خلال ظواهرية هوسرل الساعي إلى البحث عن العلم الكامل لإنقاذ العالم من لا معنى السياسة، الحرب، التقنية، ثم تتوالى وتتزاحم الأفكار والمشاريع الفلسفية لإمكانية تأسيس كونيات أخرى جديدة أكثر قوة تجلت هذه المرة في هرمينيطيقا غادمير وتواصلية هابرماس ومسؤولية جوناس وغيرية ريكور، ليتحد المغزى من وراء كل هذه المشاريع في البحث عن ما هو معياري أي ما ينبغي أن يكون، دون أن ننسى ما قدمه العلم في مجاله التطبيقي الإجرائي لتوفير ما هو أحسن وأفضل للإنسان الكوني(العالمي) من خلال مجموعة من الفلسفات العلمية التطبيقية غاياتها انسجام الإنسان مع ذاته، مع الآخر مع كونه أو وجوده. ليتحول رهان الفلسفة الأساسي الآن نحو كل ما هو إنساني وكوني، ولعل النقد كان الخاصية الأولى في أسفار هذه التحولات التي رافقت الفلسفة/ الانسان.
المحاور:
1-النقد الحضاري والقيم الكونية
-المدينة الكونية بين الواقع والامكانية
- النقد الحضاري وأزمة المعنى
-النقد الحضاري وحقوق الإنسان
-النقد الحضاري وإشكالية الفردانية
2-الفلسفة والتعايش و سبل العيش في سلام في إطار الاختلاف الكوني
-الفلسفة والضيافة
-الفلسفة والنقد الثقافي
-حوار الحضارات
-حوار الأديان
3-الفلسفة العملية والإشكاليات الكبرى الراهنة
السلام العالمي، حقيقة أم يوتوبيا