الفرقة السابعة: الأنثروبولوجيا الفلسفية،في التصورات واللغة والإنسان
رئبس الفرقة: أ.د.قواسمي مراد

الأنثروبولوجيا، فلسفية،،التصورات، اللغة، الإنسان، الثقافة، التثاقف

عرف نفسك بنفسك"، ذاك هو موضوع الأنثروبولوجيا الفلسفية، جمعاء. فالفلسفة الأنثروبولوجية هي إجراءات تأمل الذات ، 

بل وتلك المحاولات المتكررة التي ينجزها الإنسان لفهم ذاته. ‘ن التأمل في الذات قد يعني أمرين:

 1-وفقا لا يواجهه الإنسان في حياته ويسعى لتمثل ذاته من خلاله، 

2. وفقا لما يصبح هو والحياة بالنسبة له مشكلة معرفية. إنها مسألة تتراوح بين زاوية الحياة وزاوية المعرفة.

     تقوم مهمة هذا المشروع على محاولة ضبط التصورات التي تقوم عليها الكثير من الممارسات والطقوس وحتى الكثير من الأفكار ذات الشيوع المنشر في الفضاءات الاجتماعية والعمومية، أي كل ما يندرج ضمن أنطولوجيا الوقائعية، بلغة هيدغر [اليومية: الدينية، الاجتماعية، المؤسساتية، التواصلية...].

فمثلا يقيم كاسيرر نقده للفلسفة على مواجهة التعارضات الميتافيزقية التي لم تصبح ذات فائدة بحيث يقوم بتحليل التصورات والرموز تحليلا فلسفيا لظواهر أنثروبولوجية، يسميها بـ"الأشكال الرمزية" والتي على رأسها: الدولة، اللغة، الأسطورة، الثقافة، العلم. إن الركيزة الأساسية لهذا البحث هي التوجه مباشرة إلى "المعيش الإنساني"، لأن الفلسفة لا تنفصل عن المعيش، بما هي خاصية إنسانية، ودور "ألأنثروبولوجيا الفلسفية" هاهنا يمكن في توصيف وتأويل وعطاء المعنى فينومينولوجيا وهرمينوطيقيا لمختلف الوسائط الرمزية التي تقوم عليها الحياة.

     يتحدث شخص بناء على تجربته الخاصة يريد أن يعطي معنى ما لما يختبره، وهو في ذلك بحاجة إلى ضبط تصوراته، ومن أولى هذه التصورات مثلا: ما الإنسان؟ وهو يجد نفسه في هذا المقام بحاجة إلى معرفة ذاته وفهمها لكي يجعل الآخرين قادرين على فهمه هو نفسه، وعليه يكون بحاجة إلى إتقان تريتيب ذاته ضمن أشياء الوجود بعامة...اي إنه يجد نفسه أمام ضرورة تشكيل رؤية خاصة به عن نسق الحياة ومجالاتها ليشكل أفكارا عنها وتمثلات تسمح له بتجميع أحداثها، ذلك أن كل قوانين الفكر توحّد أشكالا تعبر بها عن مواقف نموذجية عن الإنسانية والحياة. إنها نوع من فلسفة الحياة المحايثة للإنسان بحميمية يقل نظيرها في مجالات أخرى، فكل التعابير االتي يستخدمها الإنسان لاستيعاب حياته هي جزء منها.

     هذه الفلسفة ذات النزوع الإنساني تجعل من الإنسان فيلسوفا للحياة إذ تمكنه من بناء أفكار عن الحياة، وتسمح له بإدراك نتائج عنها، وحتى من تحصيل نتائج من تجارب سابقة له.  هذه الفلسفة تقدم  للإنسان، حتى وإن كانت غير كافية للعلم الدقيق، الجو العام الذي تولد فيه الإبداعات الروحية، إنها تشكل استمرارية تعمل على التخلص من العزل الذي يبدو أنه مسيطر على هذه الإبداعات في حال اعتبارها خارج نسق الحياة.

     الدين مثلا ينطلق من الحياة ويؤدي إليها. فالمباشَرَة هي نقطة الانطلاق، ومنظورها بوقائعية الحياة، لا لأجل، لدى ا؟لإنسان الديني، أن تتمكن وقائعية الحياة هذه من أن تكون متاوَّلة انطلاقا من ذاتها، فهي لا تُفهم إلا انطلاقا من الأحداث الأسطورية المجاوزة للحياة في إمبريقيتها، غير أن الدين يفترض امتدادا للحياة، تعالٍ للحياة بالنظر إليها يكون بمثابة الذروة لها والإنجاز الأقصى.

     يهدف هذا المشروع إلى رفع الكثير من التحديات وعلى رأسها أن الفلسفة ليست مجرد لعب بالكلمات ونسق من القضايا النظرية ذات التناسق المنطقي المعزول عن عالم المعيش، بل إنه يتجه إلى البرهنة على أن القضايا التي يشتغل عليها قضايا راهنة بامتياز، إذ تشكل البنية المعرفية والمنطقية للحياة الإنسانية؛ قضية الدين مثلا، الخطاب الديني، الإيمان، التسامح، المحبة، العنق، الإرهاب، تصورات المجتمع، معنى الإنسان بما هو كائن عاقل، العنف، المقاومة، الرغبة، الوجدان، التأثير والتأثر، الانفعال والانفعالية، التواصل، البينذاتيةـ التطابق البيني...

تم عمل هذا الموقع بواسطة